رئيس التحرير : مشعل العريفي
 خالد السيف
خالد السيف

مِن لبنان الريال يشدّ الرّحال..!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

بغير ما اُستقبلَ به؛ عاد الريال من لبنان ليستقرّ في «بيته» مِن بعدِ ركضٍ استمرّ حقباً وهو يلهث رهقاً في «ماراثوناتٍ» سياسيةٍ تُصيب أهدافها تارةً وتُخطئها تارات، وليس من مؤاخذةٍ إلا في سياقٍ ينضح حبّا لهذا الوطن وَفْقَ مراجعاتٍ واعيةٍ تدفع باتجاهٍ يتّخذ له من منهجية: «إعادة النظر» سياسةً تعيدُ كثيراً من الأمور إلى نِصابها وعياً/ وممارسةً، ذلك أنّ لكل مرحلةٍ شروطها في مدّ يد الـ: «عون»، كما أنّ مقتضيات هذه المرحلة هي الأخرى قد أسفرت عن أنّ «المستقبل» اللبناني بات يمرّ بمخاضٍ من شأنه أن يتولّد عنه أكثر من «مستقبل»، في حين أنّ للريال مستقبلاً واحداً هو اليوم أكثر وضوحاً وأوفر استقراراً مما كان عليه قبلاً. ولئن تحوّل «الريال» إلى شاهدٍ على عصرٍ انتهى فيه لبنانُ إلى أن يضطلع بدور: «الشيطان الأخرس» بدعوى النأي بلبنان عن الأحداث الإقليمية فإنّ مهاجر الريال إلى حيثُ يجب أن يكونَ مُستقرّه لهو حالةٌ من «حزمٍ» عرفت كيف يكون التعامل مع تصريحات وزير الخارجية اللبناني «جبران باسيل» يوم أنّ انتصبَ منحنياً بقامةٍ «إيرانيّة» ليعترض على بيانيّ الجامعة العربية والتعاون الإسلامي في الإدانة لأفعال إيران وبخاصةٍ في الاعتداء على سفارة المملكة في: «طهران» وقنصليتها في: «مشهد». هل كّنا ننتظر مثل هذه الشّدة التي تمرّ بها المملكة حتى نتبيّن الوجه الحقيقي لـ: «لبنان»؟! إلى ذلك فإنّ السفير اللبناني في – السعودية – قد أراد أن يكحلها فما زادها إلا عمىً؛ إذ قال ما نصه: «نحن دائما مع الإجماع العربي، وقرار لبنان بالامتناع يعني أننا لم نرفض القرار بل امتنعنا فقط، ونحن بالطبع ندين بأشد العبارات ونتضامن بأقصى حدود التضامن مع المملكة ومع كافة الدول العربية ضد أي اعتداء يمسها أو يمس أمنها، ولكن في نفس الوقت ونظراً لحساسية التركيبة السياسية اللبنانية فقد كان هناك عبارات ضمن القرار جعلت لبنان يرتئي أن نمتنع عن التصويت بخصوصها حفاظاً على وحدتنا السياسية وعلى استقرارنا»، لعلك تتفق معي أنه تعليقُ تتجلّى فيه: «الكوميديا السوداء» باحترافية..! فتأمل معي قوله: «إننا لم نرفض القرار بل امتنعنا فقط»!! بأيّ حالٍ.. فإنه لا يُمكن لأي أحدٍ مهما كانت سوداويّة رؤيته تجاه الموقف من: «لبنان» أن يتخيّل مثل هذا السيناريو المخزي الذي خذَل فيه لبنانُ الوطنَ العربي كله – وليست السعودية وحدها -!ما يعني أنّ القرار كان وبكل المقاييس حكيماً/ ومنتظراً.. الذي بموجبه أوقفت به المملكة دعمها السخي للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي. عطفاً على ذلك يمكنني القول: إنّ لبنان أثبت بكلّ كفاءةٍ انتهازيّة أنّه في ظلّ حكومات أحزابه لا يُمكنُ بأي حالٍ أن يعوّل عليها في نصرة المواقف العربية، وليس له من ظهرٍ يمكن أن «يُشدّ» عليه منذ أن أعار ظهره لـ: «ملالي» طهران في امتطائه.! بقي من القول ما أوجزه على هذا النحو: * نتمنى تكذيباً لما يتم تناقله عن: «جعجع»؛ إذ صرح بقوله إن المعونات السعودية عُلّقت ولم تتوقف؟! * ما أحسب أنّ ثمة عاقلاً يُخامره الشك في أنّ: «لبنان» محتلٌّ من قبل: «إيران»، وبمعنى ثانٍ لنقول: إن حزب الله في عملية سياسية/ إسرائيلية مشتركة – اتخذت لها من العسكرية غطاء – قد حرّر جراءها الجنوب اللبناني، وما لبث أن احتل الحكومة من حينها وإلى يومنا هذا.. وليس بخافٍ إذن أنّ مواقف الحكومة اللبنانية إنما تدارُ على الحقيقة من طهران لا من: «بيروت»، الأمر الذي من خلاله نستوعب المواقف اللبنانية على نحو صحيح! * ولئن كان الأمر كذلك فإنه من السفه السياسي أن ننتظر من لبنان مواقف منحازةً إلى: «العرب» حتى إن تكن مجرد مواقف لا تعدو أن تكون شجباً أو إدانة أو استنكاراً. * وزير العدل اللبناني أبت عليه مروءته أن يبقى في الحكومة، فما كان منه إلا أن يُقدّم استقالته منها، وكان قبلها قد شنّ هجوماً غير مسبوق على: «حزب الله»، وكان مما أفصح عنه للمقربين إليه قوله: (لن أبقى شاهد زورٍ على (عدالةٍ) أضخم منجزاتها تبرئة مجرمٍ بحجم: «ميشال سماحة») ما دفعه للمطالبة من كندا بالقبض على «ميشال سماحة» المدان بجرائم تفجير ولقد جرى إطلاق سراحه تواطؤاًما بين بشار وحزب الله.!! * إن القرار السعودي الحكيم لقيَ قبولاً من دولٍ خليجية، وحظي بتأييدٍ شعبيٍ كبيرٍ حفّزهم للتساؤل: هل أنّ ثمةَ قرارات أخرى مماثلة تنتظر دولاً ليست ببعيدة عن: «لبنان»؟! * اختيار: «العربية» مثلَ هذا التوقيت لبث: «حكاية حسن» قد يشي بأن العربية لم تزل بعدُ تُدار بميكنة: «لبنانية» فيما الهيكل: «سعودي»!! * أن تُنتج إيران فيلم: «حكاية حسن» فما من ضير ذلك أنه صنيعتهم وحقّ لهم الافتخار بمنجزاته لكن أن تُنتجه: «العربية» فهنا الضير كلّه.!! * ستظل قراءتك ناقصة لما يحدث في: «لبنان» ما لم تقرأ الحوار الذي أجرته صحيفة المستقبل مع الأمين السابق لحزب الله: «الشيخ صبحي الطفيلي»، وستعلم حينئذ أنّ موقف المملكة كان صائباً جملةً وتفصيلا، ويصبُّ حتى في الصالح اللبناني بخلاف ما قد يُظن «بادي الرأي».. ومن خلال الحوار أيضاً ستفقه جيداً كم كانت جناية: «حزب الله» على لبنان وحتى على: «شيعة لبنان العرب» وفق تصريح: «صبحي الطفيلي» ذلك الذي لم يُحابِ أحداً. نقلا عن الشرق

arrow up